تشاد تستعد لإجراء انتخابات وسط ترقب من دول جوار وحلفاء

من محمد رمضان وبورتيا كرو

نجامينا (رويترز) - ستجري تشاد انتخابات رئاسية يوم الاثنين لتصبح الأولى ضمن مجموعة دول اجتاحتها انقلابات في وسط وغرب أفريقيا التي تلجأ لصناديق الاقتراع بعد حكم عسكري مستمر منذ سنوات.

وعبرت جماعات المعارضة بالفعل عن تشككها في نزاهة الأمر. ومن المتوقع على نطاق واسع فوز المرشح محمد إدريس ديبي الذي استولى على السلطة يوم قتل متمردون والده إدريس ديبي بالرصاص في أبريل نيسان 2021.

ويقول محللون إن حلفاء تشاد من دول الغرب التزموا الصمت إلى حد كبير وظلوا يراقبون الوضع أملا في أن تؤدي الانتخابات إلى استقرار نسبي على الأقل في دولة تقع في منطقة يشوبها العنف المسلح وتحاول روسيا أيضا أن ترسخ نفوذها فيها.

ومن بين هذه الدول فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في تشاد، والتي لا يزال لديها طائرات حربية وألف من القوات هناك لمساعدة البلاد والدول المجاورة على محاربة مقاتلي جماعة بوكو حرام المتشددة في الآونة الأخيرة.

وتشاد هي أخر دولة في منطقة الساحل التي لا يزال بها وجود فرنسي بعد أن أمرت دول جوار تخضع لحكم مجالس عسكرية بعد انقلابات، وهي النيجر وبوركينافاسو ومالي، فرنسا وقوى غربية بسحب قواتها ولجأت لموسكو طلبا للدعم.

ويقول محللون إن الأولوية لدى القوى الإقليمية والغربية هي الدفع من أجل استقرار تشاد وتعزيز مواقعها فيها.

وقال أولف ليسينج رئيس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور "تشاد تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة في الوقت الحالي بالنسبة للغرب الذي لن يسمح لروسيا بالحصول على فرصة".

وليست مسألة الأمن فقط هي التي تضفي سمة استراتيجية على أهمية تشاد بل أيضا ملف اللاجئين الحساس.

وتستقبل تشاد تدفقا هائلا للاجئين من السودان حيث تسببت الحرب الأهلية في أكبر أزمة نزوح ولجوء في العالم.

ويقول ليسينج إن بعض اللاجئين عبروا للنيجر التي ألغت العام الماضي قانونا كان يبطئ من تدفق مهاجرين إلى أوروبا انطلاقا منها.

وأضاف "هذا سبب آخر يدفع الدول الغربية لإبقاء العلاقات مع تشاد على الرغم من سجلات حقوق الإنسان المتردية هناك".

وأشار ليسينج إلى أن الانتخابات ستعزز مشروعية ديبي حليفا وقال "سيتمكن صناع السياسات الغربيون على الأقل من القول إنه منتخب".

وسيكون سوسيس ماسرا من أبرز المنافسين لديبي يوم الاثنين. وكان ماسرا معارضا سياسيا قضى عاما في المنفى لكنه صدم التشاديين عندما وافق على أن يصبح رئيس وزراء لديبي.

وسينافسه أيضا رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي وسبعة مرشحين آخرين من بينهم امرأة.

ودعت بعض أحزاب المعارضة وجماعات المجتمع المدني إلى مقاطعة الانتخابات قائلة إن ديبي وحلفاءه يسيطرون على مؤسسات السلطة الرئيسية وقد يؤثرون على نزاهة العملية.

(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سلمى نجم)

2024-05-03T10:26:43Z dg43tfdfdgfd